الأربعاء، 8 مايو 2013

الفلكي أبو أسحاق البطروجي


الفلكي أبو إسحاق البطروجي
هو أبو إسحاق نور الدين البطروجي, ولد في المغرب العربي. ثم هاجر إلى إسبانيا وأستقر في أشبيلية , ومنها حمل لقب الأشبيلي, وتعلم فيها وتتلمذ على يد علمائها ومفكريها ومن أبرز أساتذته محمد أبن طفيل الأندلسي(550/581ه) , الذي أشتهر بالطب والفلسفة وعلم السياسة, وهذه أشارة الى أنه كان على قيد الحياة في أواخر القرن السادس الهجري, وأنه تتلمذ في عصر النهضة الأندلسي, على يد الفحول من علمائها ومفكريها, و يعد هذا عصر ازدهار وانتشار العلوم.
وأشتهر البطروجي في الطب والفلسفة والسياسة, وعرف في الغرب باسم Alpetrogius  وهذا الاسم يؤكد شهرته وعلو شأنه في علم الفلك.
 حظيت نظرية حركة الكواكب للبطروجي بأهتمام كبير لدى علماء الفلك الغربيين , كونها جائت برؤيا جديده لحركة دوران الكواكب, مختلفة عن نظرية النظام الفلكي لبطليموس(النظرية الخاصة بتدوير الأفلاك ونظريةالأفلاك الخارجة عن المركز), لعدم توافقها مع الواقع الكوني.
  وأوصى البطروجي بأعتماد نظام أرسطوطاليس القائل بمركز الأفلاك جميعا, (أقترح أرسطو طاليس :أن السماوات كانت تتألف من 55 حرفيا متحدة المركز، الكرات البلورية التي كانت تعلق على الأجسام السماوية, والتي تناوب على سرعات مختلفة (ولكن السرعة الزاوية كان ثابتا لكرة معينة, مع الأرض في المركز). ويوضح الشكل البياني التالي ترتيب المجالات وموقع الشمس والقمر، والكواكب الاخرى مرئية.)
فحركت أراءه مكامن البحث والتقصي لدى عدد من علماء الفلك, وغيرت أفكار كانت مسيطرة على عقول الباحثين لقرون عده, وبدا الأهتمام الجاد بأفكار وأراء ونظرية البطروجي , وشرعت حركة الترجمة من العربية الى اللغات الأجنبية ومنها الاتينية والعبرية.
 لم تذكر المصادر تأريخ مولده. أنه توفى عام 586 هـ / 1190م,  من علماء القرن السادس الهجري عاصر أبن رشد, وهو من رواد علم الفلك الحديث.
ما قيل عنه
كارادي فو:أما البطروجي فله آراء مبتكرة في حركة الكواكب السيارة .
الدومييلي : ذكره في كتابه (العلم عند العرب وأثره في تطوير العلم العالمي) قال أن أبا إسحاق البطروجي أشهر بكثير من ابن الأفلج في علم الفلك([1]).
إسهاماته العلمية :
كان للبطروجي أثر عظيم في العلوم الفلكية في الغرب, أذ انتقد نظام بطليموس الفلكي, وأثر في فلكيي وعلماء أوربا حتى القرن السادس عشر، فمهد الطريق بذلك أمام كوبرنيكوس لنظرية دوران الكواكب. وقد كان معاصروه يعدّون آراءه تجديداً إيجابياً مهماً، بل إنهم كانوا يتحدثون عن علم الفلك الجديد.
ومن أسهاماته العلمية ما يأتي:
1.                وضع نظرية فلكية جديدة، أحيا بها نظرية أود كسوس Eudoxos في الأفلاك المشتركة المركز، مع إدخال تعديل جذري عليها.
2.                طور نظرية عن حركة الكواكب، وقال بالحركة البيضاوية للأرض ودورانها حول الشمس. يعد البطروجي أول من أشار الى الحركة الأهليجية للكواكب.
3.                أثبت كروية الأرض وأنها تدور حول نفسها، ويسمونه عندهم بـ(Petagius)  وتكريما للبطروجي أطلق أسمه على أحد فوهات القمر التي عرفت باسم فوهة بتاجيوس البركانية.
أهم أعماله:
من أهم مؤلفاته:
       كتاب الحياة والذي معروفاً في أوربا في القرن الثالث عشر،وقد ترجمه ميشيل سكوت إلى اللاتينية في القرن الثالث عشر، كما ترجم إلى العبرية في القرن السادس عشر. وقد طبعت الترجمة اللاتينية لهذا الكتاب في فيينا عام1531م.
       كتاب الهيئه , والذي ترجمه ميخائل سكوت الى اللغة اللاتينية . وميخائل سكوت : فلكي يعمل في بلاط القيصر فردريك الثاني امبراطور ألمانية وملك صقلية (1194 - 1250)، وذلك نحو عام 1217 للميلاد، كما ترجمه إلى العبرية موسى بن طبّون نحو عام 1529م، وترجم هذه الترجمة العبرية إلى اللاتينية قالونيموس بن دافيد، وطبعت هذه الترجمة الأخيرة في مدينة البندقية عام 1531م.

([1]) ص 107 رواد علم الفلك د. علي بن عبدالله الدفاع.