الأربعاء، 8 مايو 2013

العرب وعلم الفلك



 

إن علم الفلك قد أرتقي على يد العلماء العرب والمسلمين. وأصبح علما يستند على الملاحظات والرصد الفلكي , أي المشاهدة في العين المجردة وتدوين هذه الأرصاد لأجل تعليل حركات الكواكب السيارة والأجرام السماوية, ورسم خطوط سير ودوران الكواكب, والجزء النظري من هذا العلم قد أرتكز على المسائل الرياضية في حل كافة المعضلات التي كانت تعترض الفلكيين.
أن اعتماد العرب على حساب المثلثات في الأرصاد الفلكية, قد فتح المجال الواسع أمامهم لاكتشافات كثيرة, وساعد ذلك في دحض نظرية بطليموس. واثبت عدم صواب ما ذهب له بطليموس في نظريته. ولقد أظهر العلماء العرب قدرة فائقة وذكاء حاد وفطنة ودراية علمية واسعة في علم الفلك.
 وقد تركوا خلفهم أثار جليلة وأعمال محمودة على مر العصور والدهور والأيام. لتكون نبراسا ودافعا للأجيال القادم , وشمس للحضارة أشرقت على أوربا  فأيقظتها من سباتها العميق فتقدمت وتطورات وتمكنت من النهوض على ركائز علم العرب والمسلمين, وصنعت حضارة, وأرست أسس بناء قواعد علمها وثقافتها وبناءها العلمي فحلقت في أجواء البحث والاكتشافات والتقنية العالية.
وبقينا نرسخ تحت وطأة الشقاق والنفاق والتخلف والعجز وعدم القدرة على مواكبة العصر والتقدم الحضاري, وننظر بعين التمني فقط دون أن نسعى لبناء صادق ورصين لهذه الأمة وبلدانها.
 إلا أن الغربين حلقوا في سماء العلم والبحث,  وأفلت للأسف شمس العرب. أن الأرض العربية التي حوت كنوز الحضارة وشعت أنوارها من بغداد دار السلام على المعمورة, لتقطف بقية الأمم ثمار حضارتها وعلمها, وتتركها تغط في سباتها العميق.
ونرى الأمة يوم بعد يوم في تمزق وتخلف وركود وحسبنا الله.
ومثلما أنجبت عدد من الفلكيين العظماء أنجبت كوكبة من الراصدين كان لهم بصمة مشهودة في علم الفلك لا يمكن لأحد أن يتجاهلها, ولم يحظوا بهذه المنزلة الكبيرة إلا برصدهم الدقيق للقبة السماوية ولأجرامها وكواكبها الدائرة ونجومها المتلألئة وتدوين كل ذلك في لوائح وجداول نتج عنها أزياج اعتمدت للأعوام طويلة. وبقدراتهم الفائقة استطاعوا أن يرتقوا بهذا العلم إلى درجة عالية من الإتقان, ويكونوا روافد رئيسه ترفد الفكري الإنساني.
وترفع لواء الأمة العربية والإسلامية عاليا خفاقا في سماء البحث والاستكشافات مما حدى بعلماء أوربا ومفكريها أن يطلقوا أسمائهم على مواقع وتضاريس مهمة على سطح القمر وسطح المريخ. مثل الصدفي الذي أطلق أسمه على الجزء غير المرئي من القمر. ولكي نتوسع ولا نبخس حق أحد قدم خدمه كبيرة للإنسانية والأمة العربية والإسلامية. سنضيف إلى قائمة المبدعين هذه النخبة الطيبة من الفلكيين الراصدين بدأ بموسى بن شاكر وبنيه, والخوارزمي فحل الرياضيات, البلخي والحسن الطوسي, وفاضل دهره ووحيد عصره يعقوب الكندي, وعالم البصريات الحسن البصري, إلى أن ينتهي مطافنا بهذه النخبة الخيرة بسند بن على, ولا يقتصر على هذا العدد من علماء ولكنى أجد أنهم هم النخبة التي أنجبتها الأمة العربية. وتأريخ الأمة يزخر بالكثير من مفكرين وعلماء وفلكيين.