الجمعة، 9 نوفمبر 2018

الشقيقات السبع

عنقود الثريا(Pleiades) أو الأخوات السبعة  

ويطلق عليها أسم كوكبة الثريا أو M 45، حشد نجمي مفتوح عمرة اكثر من 100,000 عام، تظهر في السماء كحرف Y

 وسميت بالثريا لأن مطرها يثري (أي وفيرة المطر)، وكان العرب يُسمون الثريا باسمها لأنهم كانوا يَتبركّون بها وبشروقها ويقولون إن المطر الذي يحدث في أثناء شروقها أو غروبها يَجلب الثروة. وكانوا يُشبهونها بعنقود العنب لتقاربها.

وكانت الثريا عند العرب هي المنزل الثالث من منازل القمر (حيث أن العرب قسّموا المناطق التي يَمر فيها القمر في السماء إلى 28 منطقة تفصل بينها مسافات متساوية أسموها منازل القمر).

 وهي من أشهر العناقيد النجمية في السماء. والمفهوم العلمي هي عنقود نجمي مفتوح يقع في كوكبة الثور فوق كتف الجبار الأيمن.

يتكوّن العنقود من نجوم فتيّة زرقاء ساخنة، تكوّنت كلّها في نفس الوقت تقريباً من سحابة جزيئية قبل حوالي 100 مليون سنة، ولمعانها الشديد في السماء يمكن مشاهدة مابين من ست إلى ثمانية نجوم بالعين المجردة تبعاً لقوة بصر الراصد أو المراقب كذلك يتأثر العدد الذي يمكن لنا مشاهدة بالظروف الجوية، وفي ظروف ارؤيا المثالية في مناطق الصحاري والبوادي والبحار، بعيداً عن التلوث الضوئي، يُمكن أن يَزداد العدد إلى 12 نجمة.

 وعندما تسوء أحوال الطقس يمكن مشاهدة نصف العدد، ويمكن تميزها بسهولة في صفحة السماء. ويتكون من مجموعة من النجوم من القدر  الظاهري 1,6 وينتشر العنقود على مساحة تبلغ درجتين على الأقل من السماء، وهذا ما يُعادل أربعة أضعاف القمر البدر، لكن كثافة النجوم فيها منخفضة مقارنة بالعناقيد الأخرى. ويحوي عنقود الثريا الكثير من النجوم أذ يزيد عددها عن 500 نجم متباعده عن بعضها كبعد الشمس عن الأرض. وحظيت هذه الكوكبة باللأهتمام منذ القدم. وقد سمي هذا التجمع النجمي تيمناً باسم بنات أطلس السبع في الميثولوجيا الإغريقية، اللاتي حولتهن الآلهة إلى نجوم. كان غاليليو غاليلي هو أوّل من رصد الثريا بواسطة المقراب، وقد سجل أكثر من 40 نجماً رآها فيها .

الأساطير القديمة تنقل لنا قصص عن الثريا أنهنَّ رفيقات أرتميس، كن البنات السبع للتيتان أطلس وحورية البحر پليونه Pleione اللائي وُلدن على جبل كيليني.

وهن أخوات كاليپسو،هياس، وهيادس والهسپريدس. والشقيقات السبع كن حوريات، يتتبعن أرتميس ومع الهيادس السبع كن يسمون الأطلنطيات،الدودونيات أو النيسيات أو الفتيات الممرضات أومعلمات الطفل باخوس.

 وتشترك الثريا والدبران بقصة جميلة يروها قدماء العرب.. والقصة كالأتي:-

كان الدبران شخصاً فقيراً معدماً في حين أنَّ الثريا ((Pleiades)) كانت فتاة

جميلة وشابة، وقد أبهرت الدبران فعزم على خطبتها. لكنه كان يريد لأحد أن يُرافقه إلى الخطبة ولم يجد أحداً. فذهب إلى القمر وطلب منه أن يحاول بقدر استطاعته تزويجه منها، فاستجاب القمر وذهب إليها. لكنها رفضت، وبعد أن ألحّ عليها قالت: "ما أصنع بهذا السبروت الذي لا مال له؟".

فرجع القمر وأخبر الدبران بما حدث، لكن الدبران أَصرّ على الزواج منها. ولم يكن يملك إلاّ غنماً، فساقهُ كلهُ إلى الثريا لكي تقبل بالزواج منه وهما عشرون غنمةً. والعشرون غنمةً التي ساقها الدبران(Aldebaran) إلى الثريا هي ما أصبح يُسمى "بالقلاص" أو "القلائص"،(Hyades) والذي أصبح اسماً لعنقود نجمي مفتوح يظهر قريباً من الدبران في السماء ويشاهد بالعين المجردة.

أما النجمان القريبان من الدبران هما كلباه، والذين اصطحبهما معه مع الأغنام. وهكذا أصبح الدبران يدبر (يتبع) الثريا في السماء إلى الأبد ومعه أغنامه، يدبرها أينما ذهبت، وبهذا أصبح الدبران رمزاً للوفاء، في حين أن الثريا أصبح رمزاً للغدر، وقد جاء في بعض الأمثال العربية: "أوفى من الحادي (الحادي الدبران) وأغدر من الثريا".