السبت، 27 يونيو 2015

سديم الشعلة


سديم الشعلة Flame Nebula
الفيزيائي عدنان أحمد العبد مركز بغداد لعلوم الفلك والفضاء
   ويسمى ايضاً سديم اللهب يحمل تصنيف مجري( NGC 2024, أوريون B, Sh2-277): هو سديم أشعاعي عبارة عن سحابة كونية (جزيئية) هائلة تمثل جزءاً مما يُعرف بمجمع أوريون، أو كوكبة الجبار، أو الجوزاء, منطقة فضائية حافلة بالاضطرابات تتكون فيها النجوم وتقع بالقرب من الحزام المرصع بالكواكب وتبعد عن كرتنا الأرضية قرابة 1500 سنة ضوئية[1], وفي حقيقة الأمر أن سديم الشعلة يجلس على الورك الشرقي من أوريون هنتر[2]، الكوكبة الأكثر وضوحاً في نصف الكرة الشمالي خلال أمسيات الشتاء. ويتميز بطيف اصدارة, وبقدر ظاهري 2.
 يصدر نجم نطاق الجبار ضوءهُ من الأشعة الفوق بنفسجية فتصطدم بذرات الهيدروجين لسديم الشعلة القريبة منه وتنتزع من تلك الذرات إلكتروناتها. وكثير من الضوء الآتي من السديم ناشيئ عن عودة ارتباط الهيدروجين المتأين بالكترونه المنتزع. ويرجع تألق السديم إلى نجم النطاق  zeta Orionis الواقع في أقصى الشرق لنجوم سحابة حزام أوريون, كما يغطي نجم النطاق بعض من غاز وغبار السديم وهذا الغطاء سبب ظهور الشبكة المظلمة الواقعة بالقرب من مركز السديم المضيئ.
لجمال هذا السديم ولقربة من الأرض ولكونة منطقة نشطة في الولادات النجمية ولونه الضارب للحمرة بسبب توهج ذرات الهيدروجين في حافة أوريون العملاقة.
 فقد ركز الباحثون على هذه الرقعة السماوية التي تحفل بعجائب خلق الله جل وعلا لغرض دراستها وفهم كيفية تكون النجوم فيها ومعرفة العوامل التي تؤدي إلى تأين ذرات الهيدروجين لذا فقد جرت دراستها عبر الأشعة المرئية وتحت الحمراء من قبل علماء ناسا الوكالة الأكثر تطوراً وتقدماً تقنياً في العالم ولولا وجودها لمفتحنا أعيننا على هذا الكم الكبير من علوم الفضاء والفلك ولما تيح لنا أن نرى الكون بهذه التفاصل الدقيقة ولبقينا نردد عبارات من سبقونا ونكتفي بالرصد الأرضي أن توفرت لنا البيئة المناسبة والأدوات ولكان مسار التقدم والتطور ضعيفاً أو محدوداً.
ولو كان الذين اسسوا ناسا مسلمون لجاز الترحم عليهم.
The Flame Nebula in Visible and Infrare
ما الذي يجعل سديم اللهب يتوهج؟
محاولة من قبل العلماء لأيجاد تفسير لتوهج سديم اللهب أو الشعلة وقد بينت الدراسة مايلي
إن السَديم يشبه في تُوهجِهِ مع شعب الغبار كنّار متصاعدة, الا أنه لايأخذ من النار إلا اسمها، وأن مصدر هذا الوهج هو نجم النطاق( Alnitak), نجم أزرق لامع يقع إلى اليمين من السحابة المركزية, والنجم النطاق Zeta Orionis  من ألمع نجوم السماء وهو النجم الشرقي في حزام الجبار, وقد تبين أن النجم
·   يُصدر ضوءً طاقوياً يتسبب في تحرير الكترونات من ذرات الهيدروجين المنتشرة في السديم. ينتج الوهج عندما تعود الالكترونات للارتباط بشوارد الهيدروجين[3].
يُعَدّ سديم اللهب جزءً من سديم الجبار الجزيئي، وهي منطقة خصبة لتشكل النجوم ويقدر حجمها بقدر حجم القمر عند تمامة.
وقد درس علماء الفلك اثنين من عناقيد النجوم باستعمال مرصد شاندرا للأشعة السينية التابع لناسا ومقراب الأشعة تحت الحمراء, وبينت الدراسة مايلي:
1.    أن أصغر النجوم تتركز بالقرب من مركز الكتلة[4]
2.     الحالات الأعتيادية غالباً ما تولد النجوم في مجموعات، ويتم ذلك في بيئة مناسبة في غيوم عملاقة من الغاز والغبار.
3.   الصورة المركبة من ثلاث مجموعات، سديم NGC 2024، وسديم رأس الحصان و المجرة  NGC 2023, الذي تعرف بسديم التأمل.الذي يقع في المركز سديم الشعلة ويبعد حوالي 1٬400 سنة ضوئية من الأرض.
 كذلك يظهر في هذه الصورة أن
1)      بيانات الأشعة السينية الملتقطة من تشاندرا أرجوانية اللون.
2)      بيانات الأشعة تحت الحمراء من مقراب الفضاء سبيتزر- ناسا تحمل الألوان التالية الأحمر، الأخضر والأزرق.
وفي دراسة آخرى حديثة لسديم الشُعلة NGC 2024 والعنقود النجمي سديم الجبار;
 وهّي منطقة أخرى خصبة تشكل فيهاعدد كبير من النجوم الحديثة الولادة أو التكوين, وقد بينت الدراسة أن هنالك أختلاف في أعمار النجوم المتشكلة ضمن هذه الرقعة من السماء فقد وجد أن النجوم التي تقع على مشارف هذه التجمعات هي أقدم من تلك الموجودة في المناطق الوسطى. وهذا يؤشر أختلاف عن فكرة تشكل النجوم الذي عرفناه، حيث لأول مرة نعرف أن النجوم تولد في وسط سحابة الإنهيار عندما تكون كثافة الغاز والغبار كبيرة بما فيه الكفاية لتشكل النجوم أو لتتكون[5]. ولم يكتفي فريق البحث في هذا الأكتشاف وأنما طور عملية تتلخص  بخطوتين لجعل هذا الاكتشاف سليماً .
الأولى. استعمل بيانات مرصد شاندرا للأشعة السينية في قياس سطوع النجوم لتحديد كتلته.
بعد ذلك، اكتشف الفريق كيف كانت تشرق هذه النجوم في ضوء الأشعة تحت الحمراء.
 الثانية. استعمال بيانات من سبيتزر, ومقراب الأشعة تحت الحمراء 2MASS، التابع المملكة المتحدة.
تم جمع بيانات المقرابين ومقارنتها بالنماذج النظرية، فتبين أنه يمكن حساب أعمار النجوم أو تقديرها في المجموعتين[6].
الأولى: النجوم التي  تتشكل في مركز NGC 2024 فكانت تقارب أعمارها حوالي 200 ألف سنة, بينما تكون أعمار النجوم التي تعيش على مشارف سديم الشُعلة حوالي 1.5 مليون سنة.
الثانية: ضمت نجوم أوريون، وجد في هذه المنطقة أن اعمار النجوم الواقعة في منتصف الكتلة يصل حوالي  1.2 مليون سنة, أما في الحواف فيصل عمرها إلى ما يقرب من 2 مليون سنة. وعلى ضوء هذه النتائج يمكن تصنيف تفسير هذه النتائج الجديدة إلى ثلاث فئات عريضة.
الأول-  أن تكون أو تشكل النجوم مستمرة في المناطق الداخلية.
 يمكن أن يحدث تكون مستمر لأن الغاز في المناطق الخارجية من السحابة يشكيل نجوم أرق وأكثر انتشاراً مما كانت عليه في المناطق الداخلية.
مع مرور الوقت، أضحت كثافة الغاز أقل من قيمة العتبة حيث لم يعد من الممكن حدوث انهيار لكي تتشكل النجوم، وبذلك سوف يتوقف تكون النجوم في المناطق الخارجية، في حين سيستمر تشكل النجوم في المناطق الداخلية، مما يؤدي إلى تركيز كثافة  النجوم الشابة في تلك المنطقة.
الثاني- أن النجوم قديمة التكوين كان لها الوقت الكافي لكي تنجرف بعيداً عن مركز الكتلة، أو أنها ركلت إلى الخارج عن طريق التفاعل مع نجوم أخرى[7].
ثالثاً- يمكن أن تتكون النجوم الشباب على هيئة خيوط هائلة من الغاز تقع في اتجاه مركز الكتلة.


[1]آخر تعديل لهذه الصفحة كان يوم 21 آذار (مارس) 2015 الساعة 00:04النصوص منشورة برخصة المشاع الإبداعيhttp://www.nasa.gov/multimedia/imagegallery/image_    


[3] الأئتمانات وكالة ناسا الفضائية تم التقاط هذه الصورة ذات الألوان الكاذبة لسديم اللهب (NGC 2024)  في كل من الأشعة المرئية والأشعة تحت الحمراء، وهو مجال الطاقة من الطيف الكهرومغناطيسي الذي يصبح فيه عنقود نجمي فتي مرئياً. Last Updated: June 20, 2015
http://www.nasa.gov/mission_[4]  pages/chandra/multimedia/flame-nebula.html

[5] http://www.nasa.gov/mission_pages/chandra/multimedia/flame-nebula.html
[6] الصورة الائتمان: الأشعة السينية: NASA / CXC / PSU / K.Getman، E.Feigelson، M.Kuhn وفريق MYStIX. الأشعة تحت الحمراء: NASA / JPL-معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا
آخر تحديث: 17 حزيران (يونيو) 2015
[7] مركز مارشال لرحلات الفضاء التابع لناسا في هانتسفيل بولاية ألاباما، يدير برنامج تشاندرا لعلوم الادارة مهمة ناسا في واشنطن. سميثسونيان للفيزياء الفلكية في كامبريدج، ماساشوستس، علوم ومراقبة عمليات الطيران شاندرا.