الاثنين، 19 أكتوبر 2015

أكتشافات مرصد سوفيت



أكتشافات مرصد سوفيت
    في شهر نيسان/ أبريل عام  2009م, كشف علماء فلك أن انفجاراً هائلا لنجم كبير يقع بالقرب من حافة الكون, ضمن المجال المسموح به للمسح، وعبَّر العلماء عن اعتقادهم بأن الانفجار، الذي رصده مقرب مرصد "سويفت" ، كان قد وقع بعد مضي520 مليون سنة من "الانفجار الكوني الكبير". ويعني هذا أن الضوء الناجم عن الانفجار كان قد استغرق 13.14 مليار سنة للوصول إلى الأرض. صرح الدكتور أنتونينو كوتشيارا، كبير الباحثين في جامعة كاليفورنيا في بيركلي قائلاً  "لا بدَّ أنه كان نجما هائلا، ربَّما أكبر بـ 30 مرَّة من حجم الشمس" وقد نشرت تفاصيلة في مجلة "أستروفيزيكال جورنال ( وهيّ مجلة فصلية للفيزياء الفلكية) المختصة بعلوم الفلك.
وفي هذا الأكتشاف لم يتمكن المرصد من ألتقاط الموجات الناجمة عن الانفجار في الحظة الأولى للأنفجار, ولكن لحسن حظ الباحثين، فإن شفقاً من الموجات الطويلة يستمر أحيانا لأيام عدَّة، الأمر الذي يسمح بمتابعة عمليات الرصد من قبل مقاريب آخرى يمكنها عندئذ أن تقرر المسافة التي تفصل الجسم المُكتشف عن الأرض. وقد ساعد تحليل طبيعة ذلك الشفق على تحديد انفجار آخر حدث قُبيل انفجار أشعة كامَّا (GRB 090429B), وكان موقع الجسم المُكتشف على مسافة 13.04 مليار سنة ضوئية من الأرض، وهو بالتالي أبعد جسم عن الكون ويمكن رصده، وإن كان هذا الافتراض مؤقتاً حتى يثبت العكس. جميع انفجارات أشعة كاما التي رُصدت أتت من خارج مجرة درب التبانة، على الرغم من رصد نوع من الظواهر قريب منها في مجرتنا، مثل "انفجارات أشعة گاما الضعيفة المتكررة" والتي تصدرها النجوم المغناطيسية (نوع من النجوم النيوترونية) داخل درب التبانة. ويفترض الفلكيون أنه إذا حدث انفجار أشعة كاما في مجرة درب التبانة وأصابت نفاثته الأرض إصابة مباشرة فقد يسبب انقراضاً جماعياً للحياة على الأرض.
 الشكل يوضح مواقع جميع إِنفجارات أشعة كاما في السماء اكتشفت أثناء البعثة BATSE. التوزيع متساوي في الكون، ولا يوجد تركيز في اتجاه مجرة درب التبانة التي تمتد أفقيا عبر الصورة[1]. السماء ليلا تبدو غريبة وغير مألوفة, إذ يمكننا أن نرى أشعة كاما، ان عرض مألوف من الأبراج ضوئية ساطعة باستمرار يُمكننا من الاستعاضة عن انفجارات أشعة كاما عالية الطاقة التي تستغرق زمن قدرة من 1 ملي ثانية إلى دقائق، ألتقطت أضواء الكاميرات الكونية صور متغيرة باستمرار، التي كانت فيها أشعة كاما يسيطر وهجها لحظات على وجه السماء ثم يتلاشى. سجل القمر الصناعي سويفت[2] التابع لناسا في انفجار اشعة كاما الناجمة عن ثقب أسود ولدت 12.8 مليار سنة ضوئية (أدناه).



[1] الصورة مُعارة من : G. فيشمان وآخرون، BATSE، CGRO، ناسا.
[2] الصورة http://missionscience.nasa.gov/ems/12_gammarays.html