المركز المأموني
من أوائل المراصد التي أنشئت في
الدولة العربية الإسلامية كانت في العصر العباسي وبأمر من الخليفة المأمون بن
الخليفة هارون الرشيد. ومنذ ذلك الحين عرف المرصد باسم المركز المأموني ببغداد
عاصمة الرشيد , ودار الخلافة العباسية, التي أشرقت بعلومها على المعمورة.وعرفت الفترة
بفترة ازدهار العلوم كافه , ومنها العلوم الفلكية , أول دار أنشئت للرصد كانت في مكان يسمى الشماسية , والتي تعرفت
فيما بعد بالمركز المأموني.
الشماسية:
موضع من الأرض في منطقة الصليخ وهي من محلات منطقة الأعظمية حاليا وفيه تكون درجة
الحرارة صيفا أقل بدرجتين عن المنطقة المحيطة بها, وهي منطقة جيوب هوائية باردة
صيفاﹰ دافئه شتاءﹰ , وأفضل بقعة منها, المشيد عليها ثانوية بغداد" كلية
بغداد سابقا, على شارع الأخطل ,
والشماسية جعل منها الخليفة المأمون مجمعًا علمياً وثقافياﹰ , ووفّر
لها المال والعمال والآلات واختار لها فريقًا من العلماء المتخصصين في الفلك
والرياضيات والعلوم الطبيعية. وعقد لهم مجالس
علمياﹰ كلاﹰ بحسب تخصصه , وقد شكلت دراساتهم , وأزياجهم التي عرفت فيما بعد بأزياج
المأمون , الأساس المتين الذي تطوّر عليه علم الفلك في شتى أرجاء العال, .ومن بين أشهر
من عمل في هذا المرصد هو
الفلكي المنجم سند بن علي, والفلكي خالد ابن عبد الله المروزي, والفلكي علي بن
عيسى , والفلكي علي
بن البحتري , وكانوا من بين الفريق الذي كلفة المأمون بقاس محيط الأرض في الموصل
منطقة سنجار, كما أمر المأمون بأنشاء مرصدًا آخر أقيم على جبل قاسيون في دمشق , ثم
ألحقه بمرصد ألبتاني في الرقة , بعد وفاة المأمون أنشئت مراصد خاصة أخرى .