أين نحن من الكون وأين تقع مجرتنا بهذا الكون؟.
تقع مجرتنا في
وسط فراغ كوني عملاق حيث أنها تشغل مساحة شاسعة جداً منه، فحينما نقول فراغ كوني
لا يعني أنه خالي من المادة ولكن كثافة المادة فيه أقل مما في داخل المجرات، فمثلا يذكر بعض العلماء أن
مجراتنا تقع في وسط فراغ كوني سَمّيَ بKBC Viod ، يبلغ قطره نحو مليار سنة ضوئية، ما يجعلة من
أضخم المواقع الكونية. السماء يرى نهر كثيف من النجوم أو طريق غيمي مكتظ بالنجوم،
والذي يتبع هذا الطريق النجمي سيصل إلى كثافة نجمية كبيرة جداً تعرف بمركز المجرة،
حيث برج القوس الذي يعلو الأفق الجنوبي في شهر تموز، فهناك تتكدس أكثر نجوم المجرة
لأننا ننظر باتجاه المركز وما خلف المركز.
المركز يحتوى على ثقب عملاق وبعد الضيف المقيم فيه
للأبد، حيث تزيد كتلته على أربعة ملايين كتلة
الشمس وعلى مسافة مئتي سنة ضوئية، وبالقرب هذا الثقب، يقبع ثقب أسود عملاق آخر تصل
كتلته إلى مئة ألف كتلة شمسية[1]. ويمكن للمراقب لصفحة السماء التعرف على جزء من ذراع مجرتنا في
السماء، وذلك بأدامة النظر إلى السماء ليلاً حينها سيرى الطريق اللبني(كثافة
نجمية) ممتداً عبر السماء.
باحث فيزياء فلكية
أ.عدنان العبد
باحث فيزياء فلكية
أ.عدنان العبد
[1] الثقب الأسود هو نجم انهار على نفسه فانسحقت مادته الهائلة في حيز
ضيق جداً يدعى أفق الحدث لو جمعنا فيه كتلة الشمس لانجمعت في كرة قطرها ستة
كيلومترات فقط. وفي المجرة أكثر من مئة مليون ثقب أسود ناتجة عن انفجارات نجمية
تدعى السوبرنوفا أو المستعرات العظمى ينتهي بها أجل النجم وتولد بها عناصر الكون
التي هي عناصر الأرض والإنسان.