بسم الله
الرحمن الرحيم
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ
أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ
فَانْفُذُوا
ۚ لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴿٣٣﴾
الرحمن: ٣٣
مقترح مشروع خطة تنمية علوم الفلك وتقنيات الفضاء في الجمهورية العراقية
أعرض اليوم مشروعي هذا على جمهور
المختصين من أساتذة علوم الفلك والفضاء والفيزياء الفلكية في الجامعات العراقية اولاً
.... ثم على جمهور مجتمعنا العراقي ... المجاهد
من أجل ديمومة الحياة والبقاء...
المقدمة
اليوم أصبح مقياس تقدم البلدان وتطورها, هو مدى تبنيها
مشاريع علمية كبيرة, في مختلف العلوم ومنها علوم الفلك وتقنيات الفضاء. التي تعد
اليوم من العلوم التي لها دور الريادة لمقياس تقدم البلدان وتطورها. وذلك لسعة
منافذ علومه وتعدد مجالات أبحاثه, والأحتياج الواسع لأدواته وتقنياته التي تحتاجها
عقول من المتخصصين بدرجة عالية من الفطنة والذكاء المتقد وسرعة البديهية والقدرة
على الأبداع والتطوير, سواء أكان في التحليل أم تصميم أوالبناء, فالبلد الذي يسعى
لتطوير قدراته في مجال علوم الفلك وتقنيات الفضاء يعد من البلدان المتطورة حقاً في
المقايس العلمية والحضارية. ناهيك أنه العلم الذي يضم في جنباته كل العلوم الحياتية
وبكل تصنيفاتها.
وعلى بلد مثل العراق تتوافر فيه الإمكانيات
المادية والبشرية, أن لا ينغلق على نفسه بل عليه أن ينمي نفسه في المجالات العلمية
والتقنية, ثم يبادر إلى التعاون في شتى المجالات مع البلدان المتقدمة ومنها علوم
الفلك وتفنيات الفضاء، من أجل الاستفادة المثلى من الجهود الإنسانية والمضي قدماً نحو
تحديات علمية وتكنولوجية وصناعية جديدة.
إن التأخر عن ركب الحضارة الأنسانية,
يؤدي إلى التخلف العلمي والثقافي, ويهيء فرصة لكل أصحاب النفوس الضعيفة لأستغلال
الجيل, ودفعه لتبني الأفكار غير السوية التي تهدم المجتمع ولا تبنيه, ونحن في ظرفنا
الحالي في أمس الحاجة لتضافر الجهود كل الجهود من أجل بناء جيل يستطيع تحمل أعباء
المسؤولية المستقبلية لهذا البلد ولا يتم ذلك الا بالتطور العلمي والثقافي. من
خلال تبني هكذا مشاريع عملاقة.
الأهداف
يزخر عراقنا بالطاقات والموارد البشرية,
والكوادر العلمية المتخصصة, التي يعمل منها داخل القطر أو خارجه, ومن أجل توظيف
هذه الطاقات البشرية والاستفادة من الكفايات العلمية والهندسية والفنية والأنطلاق
إلى مشاريع عملاقة في مختلف مجالات علوم الفلك وتقنيات الفضاء. والتي ستعمل وبزمن
قياسي من تهيئة كوادر من العلماء والمهندسين والفنيين الأكفاء, في هذا المجال
والمجالات الآخرى السانده له, فضلاً عن الأسهام الكبير لهذا النوع من المشاريع في تربية الجيل الجديدة والنشأ وعداده
على حب العلم والتعلم والبحث, لبناء الأنسان بناء تربوياً سليماً وعلمياً وثقافياً,
وتوسيع مدارك الجيل, وإشغال الجيل بكل ما هو مفيد ونافع لكي يتخذ طريق البحث
العلمي منهجاً, ومحاولة لبناء عقلية علمية تعمل على تبني الأفكار والعقول المبدعة
لتطوير الآفكار في مجال بناء وتصنيع تقنيات الفضاء أدواته الساندة ومختلف العلوم
الصرفه.
إن استقطاب العقلية العلمية العراقية
صار ضرورة ملحة على الدولة تبنيها, من خلال مشاريع علمية وبحثية وتهيئة الفرص
المناسبة , وتوفير كل الأمكانيات للباحث العلمي العراقي, لكي لايبقى يرنو بعينه
للغرب الذي يوفر له الأمكانيات المادية ومستلزمات البحث العلمي, ولكي تسهم الدولة
بالحد من ظاهرة هجرة العقول إلى خارج البلد.
التعليم الابتدائي
تلامذة المرحلة الأبتدائية وطلبة
المدارس الثانوية يشكلون الشريحة الأكثر تعداداً في العراق والأكثر قابلية لتقبل مختلف
العلوم والتكنولوجيا الجديدة والتفاعل معها واكتساب مختلف المعارف. فإن لم يتم استغلال
قدراتهم وتسخير طاقاتهم وتعليمهم في الوقت
المناسب فإن المعناة ستزداد عند الكبر وسيعاني الطلبة صعوبات في تقبل المادة
العلمية والتقنية الحديثة, لذا يستوجب منا
السعي من أجل تعليم التلامذة في المدارس الابتدائية مفاهيم
فلكية مبسطة, وذلك بتضمين المناهج الدراسية كمنهج مادة العلوم, معلومات أولية لتوسيع
مدارك التلامذة وعلى شكل جرعات متسلسله وبأسلوب سلس. الأهتمام بتعريف التلامذة
على مقارب الفلكية البسيطة وطريقة
أستعمالها وتعرفيهم بتقنيات الفضاء من خلال الصور والرسوم, وتسجيلات الصورية. وتنظيم
زيارات للقبة الفلكية في حديقة الزوراء بعد أن يتم إعادة الحياة اليها. وزيارة
المراصد الفلكية.
المدارس الثانوية
الفرع الأدبي
أقترح
إدراج علوم الفلك والفيزياء الفلكية بشكل مستقل ( فصول) في مناهج التدريس، بحيث
تندمج مع مادة الجغرافية بالنسبة للصفوف الأعدادية وتشتمل وصف الكواكب والنجوم
وانواعها, والتجمعات النجمية, والسدم وانواعها ووصف الشمس والمجموعة الشمسية. وظاهرتي
الخسوف والكسوف والرحلات ما بين الكواكب ووصف النجوم. والتجمعات النجمية, وتعريف
الطلبة بالمجرات واشكالها والأبراج.
الفرع العلمي
أقترح دمج المواد الفلكية مع مادة الفيزياء أو تكون
بشكل مستقل، بحيث تتضمن وصفاً لتطور النجوم (ولادتها وحياتها وموتها), وتعريفهم
بالكواكب وخواصها الفيزيائية والمدارية, مع لمحة تأريخية عنها وعن النجوم ودور
العرب والمسلمين في علوم الفلك, و ترفيهم بأسماء أهم النجوم ومواقعها وطلوعها, مع وصف
فيزيائي للظواهر الفكية "الخسوف الكسوف" ومراحل أكتمال القمر.
وتعليم الطلبة كيفية مراقبة الشمس بأستعمال مقارب شمسية,
ومرشحات (نظارات شمسية) تمكن الطلبة من النظر إلى الشمس. لرصد الغلاف الشمسي, وتعرف
فعاليات الغلاف الشمسي, وما يحدث للشمس من انفجارات في فترات الدورات الشمسية وفي
فترات غير الدورات يتم دراسة البقع الشمسية. واستعمال تقنيات حديثة تمكن الطلبة من
إلتقاط صور للشمس من خلال الآلات تصوير خاصة تُركب على المقارب الشمسية, وتسجيل
ذلك في حواسيب لغرض تعويدهم على دراستها وتحليل الأحداث, فضلاً عن تعليم الطلبة من
خلال شبكة الآنترنت بالدخول على مواقع علمية رئيسة لبحوث علوم الفلك و تقنيات الفضاء(NASA,ESA)
لمواكبة التطورات العلمية والتقنية في هذا المجال, ويكون ذلك فرصة مهمة جداً لتعريف
الطلبة بالطريقة التي يتم بها إجراء البحوث العلمية, وتساعد على حثهم على البحث بأنفسهم
في المصادر والمراجع العلمية من أمهات الكتب المعتمدة للدراسات, وكذا في صفحات
الإنترنت عن البينات العلمية الحديثة. والآستفادة من دراسات المراصد الفضائية
المتقدمة في شتى علوم الفلك والفضاء. والتعريف بالقبة السماوية, والكائنات
السماوية المختلفة. ولكي نخطو خطوة للأمام أقترح
جعل المنهج المدرسي لمادة علوم الفلك والفضاء متكاملاً من
المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الإعدادية.
تعريف الطلبة بمراحل نشأة علم الفلك والفضاء ودور العرب
والمسلمين في بناء أسسه وتصنيع أدواته.
تأهيل المدرسين والمعلمين عن طريق فتح
دورات تدريبية تتضمن الجوانب العملية وتدريبهم على استخدام الأجهزة والمعدات
كالمناظير, وبعض أجهزة القياس الفلكية الأخرى ودورات نظرية وعملية لبناء المنهج.
تزويد
المدارس بمستوياتها كافة بمناظير بسيطة وسهلة الاستعمال ضمن الأدوات المختبرية لمادة العلوم والفيزياء
والجغرافية للفرع الأدبي.
تشكل جمعية فلكية وعلمية مصغرة ضمن كل مدرسة, ويُطلب من المدرسة
التعاون مع فروع مركز بغداد لعلوم الفلك والفضاء, لتنسيق الأعمال مع معلمي ومدرسي مواد
العلوم والفيزياء والرياضيات والجغرافية، لغرض القاء محاضرات مبسطة لهم باستمرار والقيام
بالرصد الليالي وعرض الأفلام العلمية. بحيث تشكل نواة ثقافية وسط النواة المحلية لها
وهي المدرسة.
على المديرية العامة للوسائل
التعليمية لوزارة التربية أن تتبنى برنامجاً لعمل خرائط للقبة السماوية. وتجهيز
المدارس باحتياجتها من المصورات الفلكية, ومجسمات وكل ما يساعد على أنجاح المشروع.
تخصيص ساعات اسبوعية, تعد ساعة
مختبرية لتعليم الطلبة طريقة رصد القبة السماوية, واستعمال المناظير الفلكية.
وتعليم قراءة الخارطة السماوية. وتوزيعات النجوم بأسمائها.
التنسيق مع القناة التعليمية التربوية
العائدة لوزارة التربية لتخصيص برنامج علمي يقدمه هواة الفلك الصغار من أعمار
مختلفة من تلامذة المدارس الأبتدائية والثانوية بالتنسيق مع مشرفي مركز بغداد
لعلوم الفلك والفضاء.
مقترح نوادي فلكية
إن مقترح نوادٍ فلكية.. يكون ذا جدوى
علمية وتدريبية كبيرة لانه سيحتضن طاقات الطلبة والشباب ويوجهها بالأتجاه السليم,
ليقضي وقت الفراغ بعمل مثمر وجهد علمي نافع.. وصقل شخصياتهم وينمي قدراتهم
الفكرية. ويهذب سلوكهم, ويتربون على العمل الجماعي والمشاركة مع الآخرين في إنجاز
مختلف الأعمال الحياتية. والفنية, وتنمية الذوق وحسن التعامل فيما بينهم, لتذوب
الآنانية وينمو في نفسه حب الجماعة والتعاون معها. وهذا ما نطمح اليه في ظل مرحلة
نشأ فيها جيل أكتسب عادات وسلوكيات خاطئة نحن بأمس الحاجة إلى إعادة بناء الشخصية
العراقية, لتنهل من تراث الأجداد, وتستشرف المستقبل بهمة عالية وثقة بالنفس كبيرة.
وتأهيل الفرد ليكون عنصراً فاعلاً في بناء
المجتمع ليضيف لبنة ودماء جديدة للبنيان. ولكن بعقلية أكثر تقدماً علمياً
وادارياً, وهذا النوع من الأعداد يحتاج إلى أكثر من 40 عاماً.
ولذلك اقترح الآتي:
فتح نوادٍ مدرسية في مراكز النواحي والأقضية,
ومراكز المدن,في مركز الشباب ويتم بالتعاون بين وزارتي التربية والشباب والرياضة يشرف عليها فرع مركز بغداد لعلوم الفلك والفضاء المزمع إقامته في
مركز كل محافظة, بالتعاون مع المديريات العامة للتربية في تلك المحافظات. تكون هذه
النوادي مراكز لأحتضان الطلبة والتلامذة وتعليمهم وتدريبهم بطرائق مبسطة ووسائل
ميسرة ومسلية لتحريض ذكاء التلامذة والطلبة وإذكاء روح المبادرة والإبداع والتنافس
بينهم. ليتقبل العلوم الأساسية والتطبيقية التي ستصير جزءاً من حياتهم المستقبلية.
الأدوات الفلكية
يتم تزويد كل نادٍ مدرسي في النواحي
ومراكز الأقضية بالأدوات الفلكية الأتية
1.
مقراب بسيط بقطر مناسب يمنك من رصد النجوم والتجمعات النجمية, ويفضل
أن يكون مزوداً بالآت تصوير من نوع CCD يعمل تحت قبة صغيرة من الألياف
الزجاجية لحمايته من تقلبات الطقس. يستعمل لتعليم الطلبة كيفية رصد الأجرام السماوية,
ومتابعة دوران الكواكب وأقمارها كالمشتري وزحل.
يمكن استعمال المقراب للقيام بمشاريع تعليمية
للطلبة مثل قياس تغير سطوع نجم أو تحديد مسار كوكب أو جرم قريب من الأرض كرصد
النيازك والشهب, والقيام بليالٍ رصدية لمتابعة وتعقب الكويكبات والنيازك. ومشاريع أخرى
كثيرة. ويمكن فيما بعد وضع تجهيزات إضافية من الطلبة أنفسهم.
2.
مقراب رصد صغير للشمس يتراوح قطرة بين (8 -10) سم, لمتابعة حركة
البقع الشمسية, ودراسة بعض الانفجارات التي تحدث في الغلاف الشمسي, وتعريف الطلبة
على حجم ودرجة تأثيراتها على الأدوات العاملة في الفضاء والبيئية الفضائية,
وتأثيراتها على الحياة على كوكب الأرض, وبيان وسائل التقليل من الضرر الحاصل من
جرائها. وكذلك من أجل حساب حجم التخلخلات ومقارنتها بقطر الأرض.
أجهزة وأدوات ثانوية
كان للفلكيين العرب والمسلمين باع
وفضل كبير في صناعة الأدوات الفلكية لأغراض متعددة. فمن المهم تزويد النوادي
المدرسية بهذه الأدوات التي ما زال قسم منها يمكن استعماله على الرغم من التقدم
التقني والفضائي مثل
1)
المزولة الشمسية: التي يُستفاد منها في معرفة وقت الساعة
الحقيقي وتصحيحاته, من أجل ضبط توقيت ساعاتنا بدقة. ويستفاد منها كذلك في تعليم
الطلبة كيفية تحديد مواقيت الصلاة بدقة كبيرة في مختلف فصول السنة.
2)
الإسطرلاب العربي, والساعة الشمسية والنحاسية والمزولة,
والارباع وغيرها من الادوات العربية الفلكية.
3) عمل حديقة اكتشاف فلكية تتضمن نماذج
لصواريخ وأقمار صناعية ومركبات ومحطة مدارية وهيكل طائرة وبلونات استكشاف وصواريخ
كأريان, يُفضل أن تكون تفاعليه ومسليه. وهذه النماذج يمكن أن تحرض الخيال الإبداعي
لدى التلامذة والطلبة, ليتمكنوا بواسطة الألعاب من اكتشاف التجهيزات التي ستكون شائعة
في الحياة اليومية عندما يكبرون.
4)
مكتبة مقروءة ومرئية وصوتية تتضمن كتب تبسيط العلوم وخرائط للسماء
ومخططات لإنجاز آلات وتجهيزات بسيطة واقراص معلوماتية وحواسيب تتصل بلشبكة
العنكبوتية.
5)
قاعة محاضرات تتسع لعدد مناسب من المتدربين حجمها يتناسب مع
الكثافة السكانية, لكل قضاء وناحية ممن يرتادون النادي.
6)
تشجيع تصنيع بعض النماذج البسيطة لتقنيات الفضاء والبولونات
لأجراء عمليات القياس والتقاط بعض انواع الأشعة الراديوية النافذه من الغلاف الجوي
نحو الأرض, وادوات تحديد اتجاه هبوب الرياح. والساعة المائية, والرملية, وغيرها من
الادوات التي يمكن ان تساعد الطلبة على التفاعل مع علوم الفلك والفضاء.
7)
عمل معارض لصور والرسوم والمجسمات لكواكب المجموعة الشمسية
وبيان كيفية دورانها ويوضح ذلك على منضدة, مع شرح صوتي يتصل بشاشة عرض مرئية, ويحبذا
لو تم عرض قطع نيزكيه, وان كان بالأمكان الحصول على جزء بسيط من نيزك كركوك لغرض
عرضه, أو اي قطع نيزكية آخرى. وغيرها من فعاليات المجسمات للكواكب وتوابعها
والنجوم وتجمعاتها. لتحفيز الطلبة على المنافسة واختيار الرسم او الصورة والمجسم الأفضل ومنح الطلبة جوائز وهدايا
تشجعية.
ويتم تنفيذ المقترحات أعلاه من خلال
تبني وزارات التربية والتعليم برنامجاً شاملاً لتوسيع قاعدة المعلوماتية في
المدارس العراقية كافة.
موقع النادي المدرسي
يولي المختصون في علوم الفلك والفضاء
أختيار رقعة الأرض المناسبة لتأسيس نادي فلكي مدرسي عليها أهمية بالغة, وذلك
لتأمين متطلبات رصد القبة السماوية ليلاً, ومن أهم ما يراعي في ذلك بعده عن
الملوثات الضوئية, والضوضاء, وتوافر طرق تقربيه تسهل الوصول اليه. وعتمة للسماء التي
تساعد على الرصد اليلي لو بحدود معينة. مع مرعاة الجانب الأمني للنادي.
ويمكن أن نتضمن النادي المدرسي الفروع
التالية
1.
الملاحة الجوية
المعارف الكونية وغزو الفضاء ترتبط ارتباط
وثيق بعلم الفك ولابد من تعليم الطلبة التواصل مع المراصد الفلكية عن طريق الشبكة
العنكبوتية لموقعي (NASA,EAS) وتبيان تكاملها مع المراصد الأرضية, ويمكن تعزيز
ذلك من خلال الأقراص المعلوماتية والمحاضرات العلمية عن الفضاء. ويمكن لهذه الفروع
أن تتبادل المعلومات والخبرات والرصد فيما بينها. واصدار نشرات وبوسترات تعرفية
وتعليمية ومجلات دورية.
2.
الأرصاد الجوية
تُسهم
هيئة الأرصاد الجوية العراقية بالتعاون مع معلمي ومدرسي المواد وادارات المدارس في
تعليم الطلبة من خلال المحاضرات والتدريب العملي, على بعض من نماذج للأدوات الرصد
الجوي, فالغلاف الجوي يُدرس تفاصيله للطلبة من خلال مادة الفيزياء والعلوم والجغرافية
وهو موجود بين سطح الأرض الذي نحيا عليه
وبين الفضاء الذي نرصده. إن تعليم الطلبة كيفية تحليل خارطة جوية وكيفية التنبؤ
بالطقس يمكن أن يكون مفيداً جداً في الحياة العملية بالنسبة للزراعة والصيد
ولمعرفة تطور المناخ والتأثير الحالي للتلوث على الغلاف الجوي والبيئة. ولا ينفصل
ذلك تقنياً ونظرياً عن المعارف الفلكية.
3.
الطب الفضائي ( البيولوجي)
تمكنت الوكالات الفضائية العالمية في الأعوام
الأخير من أطلاق مركبات أو محطة فضائية مدارية, تقوم بدراسات الفضاء والأرض,
والتقاط صور والقيام بدراسات مختلفة, يدير المركبة المدارية طاقم فضائي, يقطن داخل
المركبة الفضائية لعدة شهور, بعدها يتغير الطاقم, فلا بد من تعريف الطالب بشروط
الحياة في هذه المركبات أو المحطات المدارية وكيفية نقل الطواقم الفضائية والمواد
التموينية من وإلى المحطة, فضلاً عن مهام هذه المحطات ودورها في
تأمين كم كبير من المعلومات لدراسة تغيرات الطقس, والتظاريس الأرضية, والتجمعات
السكانية, , ومجمل حركة الحياة على الأرض من الفضاء. كذلك تعرفيهم بمهام هذه
المحطات في دراسة الفضاء ونواحي أخرى شتى. وإدخال الفلك البيولوجي صار من الضرورات العلمية والبحثية والتي
تتزامن مع اكتشاف وجود أجزاء الـ DNA في الفضاء، ومع وجود الكواكب التي تدور حول
شموس ( نجوم) أخرى، ومع البحث عن الحياة المستمر على هذه الكواكب وفي الكون. فقد
تمكنت ناسا من أكتشاف كواكب جديدة تقع خارج المجموعة الشمسية, بفضل المرصد الفضائي
كبلر, ربما يمكن أن تكون مكان يصلح للحياة في المستقبل. والتي تدور بمدارات مشابة
لمدارات مجموعتنا الشمسية.
4.
المعارض
تحظى المعارض في مختلف دول العالم المتقدم
باهتمام كبير من الجمهور, شرط أن يتوافر لها الدعم, وأختيار الموقع المناسب,
والدعاية الأعلامية, المقروءه والمرئية, وجودة المنتج ونوعه, وطريقة عرض جيدة, وأن
يرافق ذلك تعليق صوتي وصور مرئية, مع لوحات
تعريفية لكل ما معروف بشكل منسق ويتلائم مع المجسيمات والمصورات والهياكل التخطيطة
المعروضة. ويمكن بيع بعض المجسمات والصور, واقراص الفديو للزائرين, لتغطية البعض
من النفقات.
العوائل تهتم كثيراً وتفرح بانتاج أبنائها فهي ستكون اول زوار
المعرض, وتعد هذه دافعاً كبيراً للنادي والمدرسة والطلبة, لتقديم الافضل وخلق روح
منافسة في تصنيع ما يمكن من الأدوات والأجهزة العلمية.
التمويل
يجري تمويل هذه النوادي من قبل
الحكومة, ويعاونه في ذلك تمويل ذاتي عن طريق اشتراكات الأعضاء المنتسبين اليه,
وكذلك يمكن فتح النادي ومرصدة يومان في الأسبوع أمام الجمهورة للزيارة والرصد
وتفحص صفحة السماء والتعرف على نجومها من خلال مقراب النادي والتنزة في الحديقة
الفلكية. والذي يسهم ذلك في رفع ميزانيتة.
وزارة التربية العراقية هي المورد
الرئيس لتفيذ المشروع... لذلك أقترح أن تقوم الوزارة للتهيئة لما يلي:
بناء مرصد فلكي خاص بوزارة التربية العراقية, لرصد ومراقبة النجوم
والكواكب والتجمعات النجمية, ورصد الأهلة لتحديد موعد ولادة القمر ومعرفة بداية الشهر
الهجري على وجه الدقة, وتعيين مواقيت الصلاة, ودراسة تفاصيل القبة السماوية بكل كائناتها
واصدار التقاويم وجداول الخسوف والكسوف.
مرصد راديوي لدراسة طيف النجوم والسدم والكواكب, والتعرف على
مصادر انبعاث مختلف الأشعة الكهرومغناطيسية. وتنظيم جداول تصنيفية للأنواع الأطياف
المستلمة.
مرصد شمسي. يمكن من دراسة الغلاف الشمسي وأنبعاث الكتلي
الإكليلي. وتعيين بدأ الدورة الشمسية, ودراسة البقع الشمسية, والرياح الشمسية
ومجالات المغناطيسية الشمسية. وتبدل الاقطاب المغناطيسية. وجوانب اخرة كثيرة.
لتكون هذه المراصد مرجع رئيس مقارن
لما تقوم برصده مراصد النوادي في النواحي والأقضية والمحافظات ويشرف على عمل جميع
المراصد الفرعية للأستفادة منه في متابعة الاجرام السماوية وتعقب الظواهر الفلكية,
يعمل عليها اساتذة مختصون, مهمتهم القيام ببحوث ودراسات مرجعية.
التعليم العالي
· ما زال المنهج يغطي مساحة تعريفية وتعليمية بسيطة, يخلو من
الساعات التدريبية, وعدم توافر وسائل إيضاح تمكن الطالب من التفاعل مع المنهج واستيعاب
مفرداته, فظلاً عن أفتقار أكثر الجامعات إلى مراصد فلكية وإن توافرت فإنها شكلية.
· أحب أن أنوه إلى الأخوة أساتذة علوم الفلك والفضاء - وهم على دراية
بذلك - بأن أوربا قد تمكنت من الوصول إلى
بنائها الحالي وإلى هذا المستوى من الرقي والتقدم, من خلال تأسيسها للمعاهد
البحثية لعلوم الفلك والفضاء، وتشجيع الطاقات الشابة والمبدعة والاستفادة من كل
الخبرات العربية التي نقلت علومها وترجمت إلى لغاتهم، حتى أن عدداً منهم تعلم
اللغة العربية والسنسكريتية, ومنهم عالم الفبزياء الألماني هرتز من أجل نقل علوم
الفلك والطب والهندسة إلى لغاتهم, وكان للجامعات ومعاهد العلم دور كبير في رفد
ودعم حركة النهضة, والجامعات كانت تدعم مادياً
بناء المراصد وتخصص خيرة أساتذتها للرصد, وتسهم أكثر من جامعة عن طريق إرسال
فرق بحثية ورصدية للوصول إلى أهدافهم وأكتشافاتهم, ونجد أن التواصل العلمي بين
الجامعات العراقية والعربية في علوم الفلك والفضاء يكاد يكون مفقوداً ويقتصر على
المؤتمرات التي تقيمها الجامعات والنادرة الحدوث وأكثرها غير تخصصية.
· اللهم إلا مؤتمرات الاتحاد العربي
لعلوم الفلك والفضاء والتي تعقد بفترات متباعدة لضعف الامكانات وعدم توافر الدعم
ألازم من قبل المؤسسات العربية العامة والخاصة.
الدعوات ...
ولما ورد أعلاه ندعوا الجهات المسؤولة
والمهتمين بعلوم الفلك والفضاء في العراق الى:
أولاً- بناء مركز أبحاث لعلوم الفلك والفضاء, معززا بمراصد
فلكية متطورة (راديوي).
ثانياً – تأسيس أكاديمية عراقية تعنى بعلوم الفلك والفضاء.
ثالثاً- بناء مرصد شمسي على
غرار مرصد ( ماك باث ) الشمسي, ليمكن الباحثين العراقيين والعرب من دراسة الغلاف الشمسي,
لرصد الظواهر الشمسية والتحسب من تأثيراتها, ليصبح مركز إنذار وأنواء للعراق
والمنطقة العربية, ومركز أبحاث لدراسة الشمس وتغيرات طقس الفضاء.
رابعا – تأسيس أكاديمية عربية لعلوم الفلك والفضاء تشارك في بنائها كل
الأقطار العربية على أن تتبنى الجامعة العربية مثل هذا المشروع أو أي بلد عربي لديه الإمكانات للنهوض بهكذا
مهمة تعنى بعلوم الفلك والفضاء تكون مركز يضم مجمل فعاليات علوم الفلك والفضاء بعد
أن تشعبت اختصاصاتها. علماً بأن الإمكانات والطاقات المبدعة في هذه الأمة كثيرة والحمد لله, ومن
الممكن الاستفادة من خبراتهم وعدم تشتيت الجهود العلمية والفنية وتركيزها.
خامساً- أعتماد فروع لمركز بغداد لعلوم الفلك والفضاء في المحافظات
العراقية. يوسع قاعدة المعلوماتية ويساعد على تأهيل الطلبة والدارسين ويحدث عملية
ربط بين ما يدرسة الطالب في المدرسة صباحاً. ونشاطات المراكز المسائية, بعمليات
الرصد والتدريب على استخدام المقاريب وتعرف على مواقع النجوم والتجمعات النجمية,
وتقديم محاضرات, بمختلف الأختصاصات الفلكية.
أسال الله العلي القدير أن
يوفقنا جميعا لذلك.. وله الفضل والمنّة
الفيزيائي
عدنان أحمد العبد
كتب ببغداد
في 1/ محرم /1436 هـ
الموافق
ليوم السبت 25/10/2014